يعود تاريخ تأسيسها إلى مطلع القرن الثاني في عهد الإمبراطور”تراجان” تقع المدينة الأثرية باتجاه القمم العليا للجبال وعلي مقربة من الأودية الثلاث مجردة، كبريت،الدنام،وهي على شكل مثلث .
تعتبر خميسة من أهم المدن الأثرية في الجزائر حيث تقع المدينة في أعلى هضبة متخذة شكل مثلث قاعدته متوجهة نحو الجنوب، وهذه الهضبة شديدة الانحدار،تعتبر المدينة ذات طابع نوميدي إذ كانت تقطنها قبيلة نوميدية تواجدت منذ القرن ق م ،وكان نظام تسييرها قبلي نوميدي ،وأستمر اسمها نسبة إلى القبيلة المعمرة وإن تواجد نقاشات مهداة إلى الآلهة “تانيت”لدليل على تواجد المدينة في عهد البونيقي، وعند استعمار الرومان لشمال إفريقيا بنيت المدينة الرومانية في عهد تراجان على أطلال المدينة النوميدية “تبرسق”فأطلق عليها الرومان اسم “تبرسق النوميدية”، نظرا لوجودها في نوميديا ، لكن صعوبة تضاريسها جعل طبوغرافية الموقع تنعكس سلبا على تخطيط المدينة وتوزيع معالمها .
فهي تختلف قليلا من المخطط النموذجي المتبع في إنشاء المدن الرومانية خاصة على مستوى الشارعين الأساسيين “الكاردو” ،”الديكامانوس”اللذان لا يتعاملان إلا في بدايتها،وتدعي خميسة المدينة ذات الساحتين العموميتين دليل على أن المدينة قد أحدث فيها تطورا اقتصاديا وسياسيا في القرن 11م ،وجعل هذا الساحة القديمة لا تتسع لجميع سكانها، فبنيت الساحة الجديدة إثر ارتقاء المدينة إلى بلدية ومن بين أثارها نجد زيادة إلى الساحتين العموميتين،كابتول،معابد،بازيليكا ،حمامات ،قوس النصر ذو عمودين، خزان المياه،بوابة تيفاش ، مسرح وهو أكبر المسارح الرومانية في الجزائر إذ يتسع لـ 7000شخص،منازل ،سوق ، القصر الكبير.
وعند احتلال المدينة من طرف البيزنطيين سنة 534م، بنيت المعالم الجديدة والتي تتمثل في: الكنيسة ،القلعة، الأبراج . و يشهد الفروم سطحا واسعا تقف به أعمدة عملاقة وجدت بالساحة المحكمة ودار المال ، كما يتواجد بها أيضا أثارا للمنازل والدكاكين والسوق .ويعتبر مسرح خميسة من أجمل و أكبر المسارح الرومانية في شمال إفريقيا يحتفض المسرح إلى اليوم بتفاصيل تصميمه إذ يتكون من مدرجات للمتفرجين وتسمي “كافيا أوركيسترا”منصات شرفية ومكبرات الصوت ،وتشتهر مدينة خميسة بكونها مركز وقوع إحدى أكبر المعارك في 24م التي خاضها البربر الأصليون بقيادة “تاكفاريناس”ضد جيوش هبون الرومانية.
المدينة الاثرية خميسة (سوق أهراس)